السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أهلاً وسهلاً بكم إلى موقع "التأمل الإسلامي". نعتذر عن عدم النشر الأسبوع الماضي. كلنا نسمع عن شهر رمضان وكيف أنه هو أقدس شهور السنة، الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم على نبينا (صلى الله عليه وسلم). السؤال هو، كيف نستعد لهذا الشهر وما علاقة شعبان به؟
شهر شعبان
قبل الحديث عن رمضان وفضائله، يجب علينا أولاً إلقاء الضوء على شعبان، الذي لا نقده بشكل كاف. هل تعلم أن شعبان هو الشهر الذي يُقدَّم فيه جميع أعمالك السنوية إلى الله عز وجل عن طريق ملائكته؟ حيث يتم إنهاء تقريرك السنوي بحلول مغرب آخر الشهر.
قال أبو بكر البلخي رحمه الله تعالى: شهر رجب شهر الزرع- يعني: الذي توضع فيه البذور- وشهر شعبان شهر السقي للزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع.
شعبان هو بوابة إلى رمضان، فمن ينجح في شعبان يحصد
ثمار رمضان، فكيف يمكننا التحضير لرمضان باستخدام شعبان؟
الصيام:
من بين جميع شهور العام، كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصوم الأكثر في شعبان. فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه ، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم.
التوبة:
القلب وعاء الإيمان ،فكيف يمكن للإيمان أن يسكن قلوبنا إذا كانت مليئة بالذنوب؟ نحن جميعًا لدينا نقاط ضعفنا، فهناك خطايا معينة نرتكبها بشكل متكرر، مما يعيق نمونا الروحي والإيماني.
إليكم نصيحة:
عن سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظَّالمين، فإنَّه لم يدع بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطّ إلا استجاب اللهُ له.
فالله يواسينا بهذه الآية الجميلة:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"
التعرف على فضائله
لتنفيذ أي عمل بشكل صحيح، يجب عليك أولاً أن تسأل نفسك لماذا تفعلها. العزيمة الضعيفة تؤدي إلى الفشل. التعرف على قيمة رمضان مسبقًا يعزز إرادتك، وحيث يوجد إرادة، يوجد طريق. فليكن علمك بمضاعفة الأجر في هذا الشهر الكريم حافز لك.
حسنًا، فما الذي يجب عليّ فعله في رمضان؟
الدعاء
الدعاء من أفضل العبادات التي تقرب العبد من ربه. فقد قال النبي ﷺ: "إن الدعاء هو العبادة". كما أن دعاء الصائم مقبول عند الله، فقد قال رسول الله ﷺ: "إذا فتح الصائم فإن دعوته لا ترد".
فما الأفضل من دعاء يتم قبوله؟
ما بين آيات الصيام في سورة البقرة، يحثنا الله على الدعاء له! فقال: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ".
قيام الليل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
ما أعظم الأجر!
ولا تنسَ ليلة القدر، ليلة نزول القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا, وبعد ذلك تم الكشف عنه للنبي ﷺ على مدار ٢٣ عامًا من النبوة.
قال الله تعالى عن هذه الليلة التاريخية: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ " : أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر.
عدم إضاعة الوقت
تأكد من استغلال وقتك بحكمة في رمضان، فإضاعة الوقت أمر عظيم وخطير كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ..."
الصحة والوقت ثروتان لا تقدر بثمن، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ".
القرآن وذكر الله
أنسيتم أن لقراءة القرآن أجر عظيم وأن كل حرف في القرآن الكريم يساوي عشرة أجور؟ وكذلك في رمضان تضاعف ثواب للأعمال وأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة مرة، باستثناء الصيام، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"
انعش قلبك ورطِّب لسانك بذكر الله، وستتغير حياتك للأفضل، إن شاء الله.
وَعَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ مَثَلُ الْحَيّ وَالْمَيِّت"
والله أعلم.
نسأل الله أن يجعل هذا الرمضان مباركا، وإلى اللقاء في المرة القادمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اقرأ الآن باللغة الإنجليزية: https://theislamicinsight.substack.com/p/shaban-and-preparing-for-ramadan